كامالا هاريس في مواجهة ترامب: من الأقرب للفوز بانتخابات 2024؟
هل تشهد الديمقراطية كامالا هاريس بداية جديدة في معركتها الصعبة ضد المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، للفوز برئاسة أمريكا لأربع سنوات أخرى؟
بعد انسحاب الرئيس جو بايدن، فتحت الأبواب أمام نائبة الرئيس كامالا هاريس، وحصلت على دعم عشرات القادة الديمقراطيين في الكونغرس وحكام الولايات.
سجلت هاريس رقماً قياسياً في جمع التبرعات بلغ 81 مليون دولار خلال 24 ساعة فقط. هل ستتمكن من تغيير الخارطة الانتخابية وتحقق اختراقاً في اتجاهات أصوات الأمريكيين؟
كلام الاستطلاعات؟
قبل انسحاب بايدن، أجرت نيويورك تايمز استطلاعاً للناخبين عن سيناريوهين: الأول بايدن في مواجهة ترامب، والثاني هاريس بدلاً من بايدن. لم يكن هناك فارق كبير، فكلاهما كان متخلفاً عن ترامب، مما يشير إلى أن حظوظ الديمقراطيين لا تزال محدودة أمام منافسهم الجمهوري الذي يحظى بدعم كبير داخل حزبه.
حسب نتائج استطلاع نيويورك تايمز، تتخلف هاريس بنحو نقطتين مئويتين عن ترامب. حصلت هاريس على 46% مقابل 48% لترامب، وهذا أفضل قليلاً مما حققه بايدن الذي تخلف عن ترامب بثلاث نقاط (44% مقابل 47%).
لكن الأرقام على مستوى الولايات المتحدة ليست مهمة بقدر الاتجاهات في الولايات المتأرجحة. في بنسلفانيا، أظهر استطلاع أجرته نيويورك تايمز بالتعاون مع كلية سيينا أن هاريس كانت متخلفة بفارق نقطة واحدة فقط عن ترامب.
انسحب بايدن من السباق الرئاسي بعد دعوات متزايدة من مسؤولي الحزب الديمقراطي والمانحين والناخبين له للتنحي بعد أدائه السيء في مناظرة 27 يونيو ضد ترامب.
يترك قرار بايدن مكاناً شاغراً للترشيح الرئاسي للديمقراطيين قبل أقل من شهر من المؤتمر الوطني للحزب في شيكاغو.
دعم بايدن والعديد من الديمقراطيين البارزين هاريس، مما يجعلها البديل الأرجح لمرحلة ما بعد بايدن.
وفقاً لشبكة ABC News، يحتفظ ترامب بتقدم طفيف على هاريس في معظم الاستطلاعات، حيث يظهر متوسط نتائج مجموعة من الاستطلاعات التي حللتها الشبكة أن ترامب يتفوق على هاريس بنحو 1.6 نقطة، فيما تشير مجموعة أخرى من الاستطلاعات إلى أن الفارق يصل إلى 2.7 نقطة.
كشفت استطلاعات أخرى، منها استطلاع أجرته وول ستريت جورنال بعد مناظرة بايدن وترامب، أن 35% من الناخبين ينظرون إلى هاريس بشكل إيجابي مقابل 58% ينظرون إليها بشكل سلبي. أظهر استطلاع رويترز-إبسوس تقارباً بين هاريس وترامب.
في فرجينيا، تقدمت هاريس بخمس نقاط على ترامب. وأظهر استطلاع وطني أجرته شبكة NBC News قبل محاولة اغتيال ترامب أن بايدن وهاريس يتخلفان عن ترامب بنقطتين. ويظل المراهنون يرون فرصة كبيرة لفوز ترامب.
في أبريل الماضي، كانت نتائج هاريس في الاستطلاعات متأخرة بشكل كبير عن بايدن، لكنها حققت مكاسب في الاستطلاعات الأخيرة، خاصة بعد أن أظهر بايدن علامات إرهاق وعدم تركيز رفعت من مستوى القلق بشأن قدرته على البقاء في البيت الأبيض وهزيمة ترامب.
الداعمين لهاريس
تشير نتائج الاستطلاعات إلى أن هاريس قد تتفوق على ترامب بين فئات ديموغرافية معينة. تظهر النتائج أن هاريس تحقق أداءً أفضل بين النساء والأشخاص الملونين مقارنةً ببايدن. أظهر أحد الاستطلاعات تقدم هاريس على ترامب بين النساء بنسبة 8% (52% مقابل 44%).
يقول الخبراء إن هذه الفوارق ستكون مقلقة لترامب في الولايات المتأرجحة التي تلعب دوراً حاسماً في تحديد مصير المتنافسين. يشير تقرير شبكة ABC News إلى أن هاريس تكتسب زخماً بين الناخبين الديمقراطيين والمستقلين، مما يعني أنها قد تكون الشخصية التي تجمع الديمقراطيين وترفع حظوظهم في استقطاب الناخبين غير الراضين عن بايدن وترامب معاً.
التبرعات
قالت حملة هاريس الانتخابية إنها وبالتعاون مع اللجنة الوطنية الديمقراطية جمعتا 81 مليون دولار في أول 24 ساعة بعد انسحاب بايدن وإعلان دعمه لها. قدم أكثر من 888 ألف مانح على مستوى القاعدة تبرعات، حيث كانت مساهمة 60% منهم الأولى في دورة الحملة الانتخابية لعام 2024.
يعتقد خبراء في الانتخابات أن هذا الرقم القياسي في جمع التبرعات يعد مؤشراً إيجابياً على إمكانية نجاح هاريس في لم شمل الحزب الديمقراطي وإقناع الأعضاء والناخبين بالالتفاف حولها لهزيمة ترامب.
وفق تقرير نشره موقع أكسيوس، دعم بايدن لهاريس لا يعني أنها ستحصل على أصوات المندوبين الملتزمين بدعمه تلقائياً في مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو. المؤتمر الوطني يمثل الآن فرصة لسباق مفتوح يشارك فيه ما يقرب من 4700 مندوب مسؤولين عن اختيار حامل لواء جديد لتحدي ترامب.
قال الخبير في شؤون الحزب الديمقراطي، وليام لورانس، في تصريحات لموقع "الحرة" إن هاريس ستحصل على أصوات المندوبين لأنها حصلت بالفعل على 90% من المندوبين الملتزمين بدعم بايدن دون أن تفعل أي شيء.
وأكد أن هاريس قد تواجه تحديات، لكن 90% من المندوبين ملتزمون بدعم بايدن، لذا فمن المحتمل أن 90% من الملتزمين بدعم بايدن، إن لم يكن أكثر، سيدعمون هاريس.
أشار لورانس إلى أن هاريس يمكنها استخدام كل الأموال في حسابها لأنه تم جمعها لها ولبايدن.
هل يمكن لهاريس التفوق على ترامب؟
أرقام التبرعات لا تعني أن هاريس تتفوق على ترامب على مستوى الناخبين، حيث استطاع المرشح الجمهوري الاستفادة من محاولة اغتياله التي أمنت له دعماً مالياً وسياسياً كبيراً في وقت قياسي أيضاً.
عيون الديمقراطيين والجمهوريين تتركز الآن على الولايات المتأرجحة، خاصة ميشيغان، حيث يحاول الديمقراطيون تعويض الخسائر التي لحقت بهم جراء موقفهم الداعم لإسرائيل في حربها على غزة. استفاد الجمهوريون من هذا الموقف وحاولوا تحويله إلى مكسب لهم في انتخابات الرئاسة.
أعلن بايدن الأحد انسحابه من السباق الرئاسي بعد أن شكك قادة ديمقراطيون في قدراته الصحية ودعوه للانسحاب خشية الخسارة أمام ترامب. عقب انسحابه، أعلن بايدن دعمه لهاريس كمرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة.
قال بايدن في صفحته على موقع "أكس": "أود أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا، لتكون مرشحة حزبنا هذا العام.. أيها الديمقراطيون، حان الوقت للعمل معاً وهزيمة ترامب.. هيا بنا نقوم بذلك".
بات بايدن أول مرشح ينسحب في وقت متأخر من الحملة الانتخابية، لكنها لن تكون المرة الأولى التي يقرر فيها رئيس حالي سحب ترشيحه أو عدم السعي لإعادة انتخابه. في عامي 1952 و1968 قرر الرئيسان السابقان هاري ترومان وليندون جونسون الانسحاب من سباق الترشح قبل نحو ثمانية أشهر من الانتخابات.
تؤكد الوقائع التاريخية أنه لم ينسحب أي مرشح على الإطلاق بعد حصوله على عدد كافٍ من أصوات المندوبين في الانتخابات التمهيدية الرئاسية ليكون المرشح، وفقاً لمجلة "تايم".